کد مطلب:168255 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:153

قصة الضحاک بن عبدالله المشرقی
قال الطبری: (قال أبومخنف، حدّثنا عبداللّه بن عاصم الفائشیّ بطن من همدان عن الضحّاك بن عبداللّه المشرقی قال: قدمتُ ومالك بن النضر الارحبی علی الحسین، فسلّمنا علیه ثمّ جلسنا إلیه، فردّ علینا ورحّب بنا، وسألنا عمّا جئنا


له، فقلنا جئنا لنسلّم علیك وندعوا اللّه لك بالعافیة، ونُحدث بك عهداً، ونخبرك خبر النّاس، وإنّا نحدّثك أنهم قد جمعوا علی حربك! فَرِ رأیك.

فقال الحسین (ع): حسبی اللّه ونعم الوكیل.

قال: فتذممّنا وسلّمنا علیه ودعونا اللّه له!

قال: فما یمنعكما من نصرتی!؟

فقال مالك بن النضر: علیَّ دَین، ولی عیال!!

فقلت: إنّ علیَّ دَیناً، وإنّ لی لعیالاً، ولكنّك إنْ جعلتنی فی حِلّ من الانصراف إذا لم أجد مقاتلاً، قاتلتُ عنك ما كان لك نافعاً وعنك دافعاً!

قال: قال: فأنتَ فی حِلّ! فأقمتُ معه.). [1] .

ویستفاد من هذا المتن أنّ هذا اللقاء كان فی الطریق إلی كربلاء، [2] أو فی كربلاء قبل الحصار، ذلك لانّ مالك بن النضركان قد ترك الامام (ع)، ولایكون ذلك بمقدوره إلاّ قبل الحصار.

ثمّ نجد الطبری یروی بنفس السند عن الضحّاك هذا تفاصیل عن وقائع مهمّة فی لیلة عاشوراء، وفی یوم عاشوراء، منها احتجاج الامام (ع) علی أعدائه قبل نشوب الحرب.

ثمّ یروی الطبری بنفس السند عن الضحّاك المشرقی كیف استأذن الامام (ع) بالتخلّی عنه آخر الامر، وكیف فرّ من المیدان، وكیف نجا من القتل!!


قال الضحّاك: (لمّا رأیتُ أصحاب الحسین قد أُصیبوا، وقد خَلُص إلیه وإلی أهل بیته، ولم یبق معه غیرُ سوید بن عمرو بن أبی المطاع الخثعمی، وبشیر بن عمرو الحضرمی، قلت له: یا ابن رسول اللّه! قد علمتَ ما كان بینی وبینك، قلتُ لك: أقاتلُ عنك ما رأیت مقاتلاً، فإذا لم أرَ مقاتلاً فأنا فی حلّ من الانصراف.فقلتَ: نعم.

قال: صدقتَ! وكیف لك بالنجاء؟ إنْ قدرتَ علی ذلك فأنتَ فی حِلّ! قال فأقبلتُ إلی فرسی وقد كُنت حیث رأیتُ خیل أصحابنا تُعقَر أقبلت بها حتّی أدخلتها فسطاطاً لاصحابنا بین البیوت، وأقبلتُ أقاتل معهم راجلاً، فقتلتُ یومئذٍ بین یدی الحسین رجلین، وقطعتُ یدَ آخر، وقال لی الحسین یومئذٍ مراراً لاتُشلل! لایقطع اللّه یدك! جزاك اللّه خیراً عن أهل بیت نبیّك (ع).

فلمّا أذن لی استخرجتُ الفرس من الفسطاط، ثمّ استویتُ علی متنها ثمّ ضربتها، حتّی إذا قامت علی السنابك رمیتُ بها عرض القوم فأفرجوا لی، واتبعنی منهم خمسة عشر رجلاً، حتّی انتهیتُ إلیشُفیّة قریة قریبة من شاطیء الفرات، فلمّا لحقونی عطفتُ علیهم،فعرفنی كثیر بن عبداللّه الشعبی، وأیوب بن مشرح الخیوانیّ، وقیس بن عبداللّه الصائدی، فقالوا: هذا الضحّاك بن عبداللّه المشرقی، هذا ابن عمّنا! ننشدكم اللّه لما كففتم عنه!فقال ثلاثة نفر من بنی تمیم كانوا معهم: بلی والله، لنجیبنّ إخواننا وأهلَ دعوتنا إلی ما أحبّوا من الكفّ عن صاحبهم.قال: فلمّا تابع التمیمیون أصحابی كفّ الاخرون،قال: فنجّانی اللّه!). [3] .



[1] تاريخ الطبري: 313:3.

[2] لقد اشار الشيخ الصدوق (ره) الي مثل هذا اللقاء في كتابه ثواب الاعمال و عقاب الاعمال: 232 في منزل قصر بني مقاتل، والرجلان المشرقيان في رواية الشيخ الصدوق (ره) هما عمرو بن قيس المشرقي وابن عم له.

[3] تاريخ الطبري: 329:3.